علاقةٌ عكسية بين مخزون الكربون والترب يرتبط بحصول النباتات على المواد المغذية
النُّظُم الإيكولوجية البرية مسؤولة عن التخلُّص من حوالي 30% من غاز ثاني أكسيد الكربون (CO2) المنبعث من الأنشطة البشرية سنويًّا. غير أن استمرار عمل هذه النظم كأحواضٍ للكربون يعتمد بعض الشيء على الكيفية التي ستؤثر بها الزيادات المستقبلية لغاز ثاني أكسيد الكربون بالغلاف الجوي على الكتلة الحيوية النباتية، وكذلك على مخزون التربة من الكربون العضوي (SOC). ومع أنَّ الكتلة الحيوية النباتية غالبًا ما تزداد في تجارب ارتفاع مستويات ثاني أكسيد الكربون (eCO2)، لوحِظ أنَّ مخزون التربة من الكربون العضوي إما أنه يزداد، أو يبقى ثابتًا، أو حتى ينخفض في بعض الأحيان. لكنَّ الآليات المسببة لهذا التباين في التجارب ما زالت محلَّ تساؤل، وهذا يجعلنا غير متيقنين من دقة التوقعات المناخية.
وفي هذا البحث المنشور في دورية نايتشر، جمع الباحثون بياناتٍ من 108 من تجارب ارتفاع مستويات ثاني أكسيد الكربون، ووجدوا أنَّ التفسير الأمثل لتأثير هذا الارتفاع على مخزون التربة من الكربون العضوي هو وجود علاقةٍ عكسية بينه وبين الكتلة الحيوية النباتية؛ فحين يحفز ارتفاع ثاني أكسيد الكربون نمو الكتلة الحيوية النباتية بدرجةٍ عالية، يقل مخزون الترب من الكربون العضوي. والعكس صحيح أيضًا، فحين يكون هذا التحفيز ضعيفًا، يزداد مخزون التربة منه.
ويبدو أنَّ هذه العلاقة العكسية ترتبط بعملية حصول النباتات على المواد المغذية، التي تزيد فيها كتلتها الحيوية من خلال استخلاص المغذيات من التربة، ما يُقلِّل مخزون الترب من الكربون العضوي. وقد لاحظ الباحثون أنَّ مخزونها يزداد مع ارتفاع مستويات ثاني أكسيد الكربون في الأراضي العشبية (بنسبة 2 ± 8%)، إلا أنه لا يزداد في الغابات (2 ± 0%)، مع أنَّ نسبة زيادة الكتلة الحيوية النباتية في الأراضي العشبية (3 ± 9%) تقلُّ عن نسبة زيادتها في الغابات (2 ± 23%).
الجدير بالذكر أن نماذج النظم الإيكولوجية لا تحاكي هذه العلاقة العكسية؛ ما يعني أنَّ التوقعات المتعلقة بمخزون التربة من الكربون العضوي ربما تحتاج إلى مراجعة.